• Backup Home
  • Home 2
  • Privacy Policy
  • Qasidah dan Shalawat Page
  • Rawi Simthud Duror dan Terjemah
  • Tentang Kami
  • Home
Kitab Kuning Digital
No Result
View All Result
Saturday, May 17, 2025
  • Home
  • Kajian Kitab
    • Hikmatut Tasyrif wa Falsafatuhu
    • Tafsir Mimpi Ibnu Sirin
    • Safiinatun Najaah
    • Taklim Muta`allim
  • Qasidah
  • PDF Kitab Kuning
  • Khutbah
  • Manakib
  • Shalat
  • Apps
  • Artikel
  • Tentang Kami
  • Home
  • Kajian Kitab
    • Hikmatut Tasyrif wa Falsafatuhu
    • Tafsir Mimpi Ibnu Sirin
    • Safiinatun Najaah
    • Taklim Muta`allim
  • Qasidah
  • PDF Kitab Kuning
  • Khutbah
  • Manakib
  • Shalat
  • Apps
  • Artikel
  • Tentang Kami
No Result
View All Result
Kitab Kuning Digital
No Result
View All Result
  • PDF
  • Qasidah
  • Doa-doa
  • Kajian Kitab
  • Tuntunan Ibadah
  • Apps
  • Artikel
  • Infografis
  • Khutbah
  • Manakib
  • Tanya Jawab Keislaman
  • Tentang Kami
Home Kajian Kitab Hikmatut Tasyrif wa Falsafatuhu

Nasib dan Takdir

Muhammad Fariz Kasyidi by Muhammad Fariz Kasyidi
2024-02-02
in Hikmatut Tasyrif wa Falsafatuhu, Kajian Kitab
Reading Time: 3 mins read
A A
0
4
SHARES
22
VIEWS
FacebookTwitterWhatsappTelegramLine

القضاء والقدر

Nasib dan Takdir

أعتقد وأتحقق أنه لا يوجد رجل في الشرق والغرب لم يسمع باسم السيد جمال الدين الأفغاني ذلك العالم الكبير والفيلسوف العظيم الذي لا يقال عنه إنه رجل بل أمة. لما كان السيد جمال الدين في فرنسا أرسل لتلميذه الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده فوافاه هناك وأصدرا مجلة العروة الوثقى وكانت المجلة الوحيدة أوروبا التي تصدر باللغة العربية ودافع فيها عن الأمم المهضومة في الشرق والتي كانت تحت نير الظلم والاستعمار وقد ذكر السيد جمال الدين الكلمة الآتية في القضاء والقدر قال رحمة الله عليه :

قضت سنة الله في خلقه بأن للعقائد القلبية سلطانا على الأعمال البدنية. فما يكون في الأعمال من صلاح أو فساد فإنما مرجعه فساد العقيدة وصلاحها .

ورب عقيدة واحدة تأخذ بأطراف الأفكار، فيتبعها عقائد، مدركات أخرى، ثم تظهر على البدن بأعمال تلائم أثرها في النفس ورب أصل من أصول الخير، وقاعدة من قواعد الكمال، إذا عرضت على الأنفس في تعليم أو تبليغ شرع يقع فيها الاشتباه على فهم المسامع فتلتبس عليه بما ليس من قبيلها، وتصادف عنده بعض الصفات المدينة، أو الاعتقادات الباطلة، فيعلق بها عند الاعتقاد شيء مما تصادفه، وفي كلا الحالين يتغير وجهها، ويختلف أثرها، وربما تتبعها عقائد فاسدة مبنية على الحظا في الفهم أو على خبث الاستعداد فتنشأ عنها أعمال غير صالحة، وذلك على غير علم المعتقد، كيف اعتقد ولا كيف يصرفه اعتقاده. والمغرور بالظواهر يظن أن تلك الأعمال إنما نشأت عن الاعتقاد بذلك الأصل وتلك القاعدة.

ومن مثل هذا الانحراف في الفهم وقع التحريف والتبديل في بعض أصول الأديان غالبًا. بل هو علة البدع في كل دين على الأغلب، وكثيرا ما كان هذا الانحراف وما يتبعه من البدع منشأ لفساد الطبائع وقبائح الأعمال، حتى أفضى بمن ابتلاهم الله به إلى الهلاك وبئس المصير .

وهذا ما يحمل بعض من لا خبرة لهم على الطعن في دين من الأديان؛ أو عقيدة من العقائد الحقة، استنادا على أعمال بعض السذج؛ المنتسبين إلى الدين أو العقيدة.

من ذلك عقيدة القضاء والقدر التي تعد من أصول العقائد في الديانة الإسلامية الحقة. كثر فيها لفظ المغفلين من الإفرنج وظنوا بها الظنون، وزعموا أنها ما تمكنت النفوس قوم الَّا وسلبتهم الهمة والقوة، وحكمت فيهم الضعف والضعة ورموا المسلمين بصفات ونسبوا إليهم اطوارا، ثم حصروا علتها في الاعتقاد بالقدر قالوا: إن المسلمين في فقر وفاقة، وتأخر في القوى الحربية والسياسية عن سائر الأمم، وقد نشأ فيهم فساد الأخلاق فكثر الكذب والنفاق والخيانة والتحاقد والتباغض وتفرقت كلمتهم وجهلوا أحوالهم الحاضرة والمستقبلة، وغفلوا عما يضرهم وما ينفعهم، وقنعوا بحياة يأكلون فيها ويشربون وينامون ثم لا ينافسون غيرهم في فضيلة، ولكن متى أمكن لأحدهم أن يضر أخاه لا يقصر في إلحاق الضرر به، فجعلوا بأسهم بينهم والأمم من ورائهم تبتلعهم لقمة بعد أخرى رضوا بكل عارض، واستعدوا لقبول كل حادث، وركنوا إلى السكون في كسور بيوتهم يسرحون في مرعاهم ثم يعودون إلى مأواهم. الأمراء فيهم يقطعون أزمنتهم في اللهو واللعب ومعاطاة الشهوات وعليهم حقوق وواجبات تستغرق في أدائها أعمارهم ولا يؤدون شيئا منها. يصرفون أموالهم فيما يقطعون به زمانهم إسرافًا وتبذيرا نفقاتهم واسعة، ولكن لا يدخل في حسابها شيء يعود على ملتهم بالمنفعة يتخاذلون ويتنافرون وينيطون المصالح العمومية بمصالحهم الخصوصية.

قرب تنافر بين أمرين يصيع أمة كاملة كل منهما يخذل صاحبه ويستعدي علیه جاره فيجد الأجنبي فيهما توه فانية وضعفًا قاتلًا فينال من بلادهما ما لا يكلفه عددًا ولا عدة. شملهم الخوف وعمهم الجبن والخور يفزعون من الهرة ويألمون من اللمس. قعدوا عن الحركة إلى ما يلحقون به الأمم في العزة والشوكة وخالفوا في ذلك أوامر دينهم مع رؤيتهم لجيرانهم بل الذين تحت سلطتهم يتقدمون ويباهونهم بما يكسبون وإذا أصابت قومًا من إخوانهم مصيبة أو عدت عليهم عادية لا يسعون في تخفيف مصابهم ولا ينبعثون المناصرتهم ولا توجد فيهم جمعيات مليّة كبيرة لا جهرية ولا سرية يكون من مقاصدها إحياء الغيرة وتنبيه الحمية ومساعدة الضعفاء وحفظ الحق من بغي الأقوياء وتسلط الغرباء .

هكذا نسبوا إلى المسلمين هذه الصفات وتلك الأطوار وزعموا أن لا منشأ لها إلَّا اعتقادهم بالقضاء والقدر وتحويل جميع مهماتهم على القدرة الإلهية وحكموا بأن المسلمين لو داموا على هذه العقيدة فلن تقوم لهم قائمة ولن ينالوا عزًا ولن يعيدوا مجدًا ولا يأخذون حقًا ولا يدفعون تعديًا ولا ينهضون بتقوية سلطان أو تأييد ملك ولا يزال بهم الضعف يفعل في نفوسهم ويركس من طباعهم حتى يؤدي بهم إلى الفناء والزوال (والعياذ بالله) يفني بعضهم بعضًا بالمنازعات الخاصة وما يسلم من أيدي بعضهم يحصده الأجانب .

واعتقد أولئك الإفرنج أنه لا فرق بين الاعتقاد بالقضاء والقدر وبين الاعتقاد بمذهب الجبرية القائلين بأن الإنسان مجبور محض في جميع أفعاله وتوهموا أن المسلمين بعقيدة القضاء يرون أنفسهم كالريشة المعلقة في الهواء تقلبها الرياح كيفما تميل ومتى رسخ في نفوس قوم أن لا اختيار لهم في قول ولا عمل ولا حركة ولا سكون وإنما جميع ذلك بقوة جابرة وقدرة قاصرة فلا ريب تتعطل قواهم ويفقدون ثمرة ما وهبهم الله من المدارك والقوى، وتمحى من خواطرهم داعية السعي والكسب وأجدر بهم بعد ذلك أن يتحولوا من عالم الوجود إلى عالم العدم. هكذا ظنت طائفة من الإفرنج وذهب مذهبها كثيرون من ضعفاء العقول من المشرق.

ولست أخشى أن أقول كذب الظان وأخطأ الواهم وأبطل الزاعم وافتروا على الله والمسلمين كذبًا. لا يوجد مسلم في هذا الوقت من سني وشيعي وزيدي ووهابي وخارجي يرى مذهب الجبر المحض ويعتقد سلب الاختيار عن نفسه بالمرة بل كل من هذه الطوائف المسلمة يعتقدون بأن لهم جزءًا اختياريًا في أعمالهم يسمى بالكسب وهو مناط الثواب والعقاب عند جميعهم وأنهم محاسبون بما وهبهم الله من هذا الجزء الاختياري ومطالبون بامتثال جميع الأوامر الإلهية والنواهي الربانية الداعية إلى كل خير الهادية إلى كل فلاح وإن هذا النوع من الاختيار هو مورد التكليف الشرعي وبه تتم الحكمة والعدل.

نعم كان بين المسلمين طائفة تسمى بالجبرية ذهبت إلى أن الإنسان مضطر في جميع أفعاله اضطرارًا لا يشوبه اختيار وزعمت أن لا فرق بين أن يحرك الشخص فكه للأكل والمضغ وبين أن يتحرك بقفقفة البرد عند شدته ومذهب هذه الطائفة بعده المسلمون من منازع السفسطة الفاسدة وقد انقرض أرباب هذا المذهب في أواخر القرن الرابع من الهجرة ولم يبق لهم أثر.

وليس الاعتقاد بالقضاء والقدر هو عين الاعتقاد بالجبر ولا من مقتضيات ذلك الاعتقاد كما ظنه أولئك الواهمون. الاعتقاد بالقضاء يؤيده الدليل القاطع بل ترشد إليه الفطرة ويسهل على كل من له فكر أن يلتفت إلى أن كل حادث له سبب يقارنه في الزمان وأنه لاي يرى من سلسلة الأسباب إلَّا ما هو حاضر لديه ولا يعلم ماضيها إلَّا مبدع نظامها وأن لكل منها مدخلًا ظاهرًا فيما بعده بتقدير العزيز العليم. وإرادة الإنسان إنما هي حلقة من حلقات تلك السلسلة وليست الإرادة أثرًا من آثار الإدراك والإدراك انفعال النفس بما يعرض على الحواس وشعورها بما أودع في الفطرة من الحاجات فلظواهر الكون من السلطة على الفكر والإرادة ما لا ينكره أبله فضلًا عن عاقل وأن مبدأ هذه الأسباب التي ترى في الظاهر مؤثرة إنما هي بيد مدير الكون الأعظم الذي أبدع الأشياء على وفق حكمته وجعل كل حادث تابعًا لشبهة كأنه جزء له خصوصًا في العالم الإنساني.

ولو فرضنا أن جاهلًا ضل عن الاعتراف بوجود إله صانع للعالم فليس في إمكانه أن يتخلص من الاعتراف بتأثير الفواعل الطبيعية والتأثيرات الدهرية في الإرادات البشرية فهل يستطيع إنسان أن يخرج بنفسه عن هذه السنة التي سنها الله في خلقه؟ هذا أمر يعترف به طلاب الحقائق فضلًا عن الواصلين وأن بعضًا من حكماء الإفرنج وعلماء سياستهم التجأوا إلى الخضوع لسلطة القضاء وأطالوا البيان في إثباتها ولسنا في حاجة إلى الاستشهاد بآرائهم .

إن للتاريخ علمًا فوق الرواية غني بالبحث فيه العلماء من كل أمة و هو العلم الباحث عن سير الأمم في صعودها وهبوطها وطبائع الحوادث العظيمة وخواصها وما ينشأ عنها من التغيير والتبديل في العادات والأخلاق والأفكار بل في خصائص الإحساس الباطن والوجدان وما يتبع ذلك كله من نشأة الأمم وتكوين الدول أو فناء بعضها واندراس أثره. هذا الفن الذي عدوه من أجلّ الفنون الأدبية وأجزلها فائدة بناء للبحث فيه على الاعتقاد بالقضاء والقدر والإذعان بأن قوى البشر في قبضة مدبر للكائنات ومصرف للحادثات ولو استقلت قدرة البشر بالتأثير ما انحط رفيع ولا ضعف قوي ولا انهدم مجد ولا تقوض سلطان.

الاعتقاد بالقضاء والقدر إذا تجرّد عن شناعة الجبر يتبعه صفات الجراءة والإقدام وخلق الشجاعة والبسالة ويبعث على اقتحام المهالك التي ترجف لها قلوب الأسود وتنشق منها مراثر النمور .

هذا الاعتقاد يطبع الأنفس على الثبات واحتمال المكاره ومقارعة الأهوال ويحليها بحلي الجود والسخاء ويدعوها إلى الخروج من كل ما يعزّ عليها بل يحملها على بذل الأرواح والتخلي عن نضرة الحياة كل هذا في سبيل الحق الذي قد دعاها للاعتقاد بهذه العقيدة. الذي يعتقد أن الأجل محدود والرزق مكفول والأشياء بيد الله يصرفها كما يشاء كيف يرهب الموت في الدفاع عن حقه وإعلاء كلمة أمته أو ملته والقيام بما فرض الله عليه من ذلك وكيف يخشى الفقر بما ينفق من ماله في تعزيز الحق وتشييد المجد على حسب الأوامر الإلهية وأصول الاجتماعات البشرية. امتدح الله المسلمين بهذا الاعتقاد مع بیان فضيلته في قول الحق: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿ ١٧٣﴾ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴿ ١٧٤﴾١

اندفع المسلمون في أوائل نشأتهم إلى الممالك والأقطار يفتحونها ويتسلطون عليها فأدهشوا العقول وحيروا الألباب بما دوّخوا الدول وقهروا الأمم وامتدت سلطتهم من بلاد بيريني الفاصلة بين إسبانيا وفرنسا إلى جدار الصين مع قلة عددهم وعددهم وعدم اعتيادهم على الأهوية المختلفة وطبائع الأقطار المتنوعة. أرغموا الملوك وأذلوا القياصرة والأكاسرة  في مدة لا تتجاوز ثمانين سنة.

إن هذا ليعد من خوارق العادات وعظائم المعجزات. دمروا بلادًا ودكدكوا أطوادًا ورفعوا فوق الأرض أرضًا ثانية من القسطل وطبقة أخرى من النقع وسحقوا رؤوس الجبال تحت حوافر جيادهم وأقاموا بدلها جبالًا وتلالًا من رؤوس النابذين لسطانهم وأرجفوا كل قلب وأرعدوا كل فريصة وما كان قائدهم وسائقهم إلى جميع هذا إلَّا الاعتقاد بالقضاء والقدر.

هذا الاعتقاد هو الذي ثبت به اقدام بعض الأعداد القليلة منهم أمام جيوش يغص بها الفضاء ويضيق بها بسيط الغبراء فكشفوهم عن مواقعهم وردوهم على أعقابهم.

بهذا الاعتقاد لمعت سيوفهم بالمشرق وانقضت شهبها على الحيارى في هبوات الحروب من أهل المغرب وهو الذي حملهم على بذل أموالهم وجميع ما يملكون من رزق في سبيل إعلاء كلمتهم لا يخشون فقرًا ولا يخافون فاقة. هذا الاعتقاد هو الذي سهل عليهم حمل أولادهم ونسائهم ومن يكون في حجورهم إلى ساحات القتال في أقصى بلاد العالم كأنما يسيرون إلى الحدائق والرياض وكأنهم أخذوا لأنفسهم بالتوكل على الله أمانًا من كل غادرة وأحاطوها من الاعتماد عليه بحصن يصونهم من كل طارقة .

وكان نساؤهم وأولادهم يتولون سقاية جيوشهم وخدمتها فيما تحتاج إليه لا يفترق النساء والأولاد عن الرجال والكهول إلَّا بحمل السلاح ولا تأخذ النساء رهبة وتغشى الأولاد مهابة .

هذا الاعتقاد هو الذي ارتفع بهم إلى حد كان ذكر اسمهم يذيب القلوب ويبدد أفلاذ الأكباد حتى كانوا ينصرون بالرعب يقذف به في قلوب أعدائهم فيهزمون بجيش من الرهبة قبل أن ينظروا بروق سيوفهم ولمعان أسنتهم بل قبل أن تصل إلى تخومهم أطراف جحافلهم.

 (بكائي على السالفين ونحيبي على السابقين أين أنتم يا عصبة الرحمة وأولياء الشفقة. أين أنتم يا أعلام المروءة وشوامخ القوة. أين أنتم يا أمل النجدة وغوث المضيم يوم الشدة. أين أنتم أيها الأمجاد الأنجاد القوامون بالقسط الأخذون بالعدل الناطقون بالحكمة المؤسسون لبناء الأمة. ألا تنظرون من خلال قبوركم إلى ما أتاه خلفكم من بعدكم وما أصاب أبناءكم ينتحل نحلتكم. انحرفوا عن سنتكم وجاروا عن طريقكم فضلوا عن سبيلكم وتفرقوا فرقًا وأشياعًا حتى أصبحوا من الضعف على حال تذوب لها القلوب أسفًا. وتحترق الأكباد حزنًا. أضحوا فريسة للأمم الأجنبية لا يستطيعون ذودًا عن حوضهم ولا دفعًا عن حوزتهم. ألا يصيح من براز خكم صائح منكم ينبه الغافل ويوقظ النائم ويهدي الضال إلى سواء السبيل إنا لله وإنا إليه راجعون).

أقول: وربما لا أخشى واهمًا ينازعني فيما أقول: إن من بداية تاريخ الاجتماع البشري إلى اليوم ما وجد فاتح عظيم ولا محارب شهير نبت في أواسط الطبقات. ثم رقي بهمته في أعلا الدرجات. فذللت له الصعاب وخضعت له الرقاب. وبلغ من بسطة الملك ما يدعو إلى العجب. ويبعث الفكر على طلب السبب. إلَّا كان معتقدًا بالقضاء والقدر.

سبحان الله الإنسان حريص على حياته شحيح بوجوده على مقتضى الفطرة والجبلة فما الذي يهون عليه إقتحام المخاطر وخوض المهالك ومصارعة المنايا إلَّا الاعتقاد بالقضاء والقدر وركون قلبه إلى أن المقدر كائن ولا أثر لهول المظاهر.

أثبتت لنا التواريخ أن كورسن الفارسي (ليخسرو) وهو أول فاتح يعرف في تاريخ الأقدمين ما تسنى له الظفر في فتوحاته الواسعة إلَّا لأنه كان معتقدًا بالقضاء والقدر فكان لهذا الاعتقاد لا يهوله هول، ولا توهن عزيمته شدة. وإن إسكندر الأكبر اليوناني كان ممن رسخ في نفوسهم هذه العقيدة الجليلة، وجنكيز خان التتري صاحب الفتوحات المشهورة كان من أرباب هذا الاعتقاد بل كان نابليون الأول بونابرت الفرنساوي من أشد الناس تمسكًا بعقيدة القضاء وهي التي كانت تدفعه بعساكره القليلة على الجماهير الكثيرة فيتهيأ له الظفر، وينال بغيته من النصر فنعم الاعتقاد الذي يطهر النفوس الإنسانية من رذيلة الجبن وهو عائق للمتدنس به عن بلوغ كماله في طبقته أيًا كانت .

نعم إننا لا ننكر أن هذه العقيدة قد خالطها في نفوس بعض العامة من المسلمين شوائب من عقيدة الجبر، وربما كان هذا سببًا في رزينتهم ببعض المصائب التي أخذتهم بها في الأعصر الأخيرة، ورجاؤنا في الراسخين من علماء العصر أن يسعوا جهدهم في تخليص هذه العقيدة الشريفة من بعض ما طرأ عليها من لواحق البدع.

ويذكروا العامة بسنن السلف الصالح وما كانوا يعملون، وينشروا بينهم ما أثبته أنمتنا رضير الله عنهم كالشيخ الغزالي وأمثاله من أن التوكل والركون إلى القضاء إنما طلبه الشرع منا في العمل لا في البطالة والكسل وما أمرنا الله أن نهمل فروضنا، وننبذ ما أوجب علينا بحجة التوكل عليه، فتلك حجة المارقين من الدين، الحائدين عن الصراط المستقيم ولا يرتاب أحد من أهل الدين الإسلامي في أن الدفاع عن الملة في هذه الأوقات صار من الفروض العينية على كل مؤمن مكلف. وليس بين المسلمين وبين الالتفات إلى عقائدهم الحقة التي تجمع كلمتهم وترد إليهم عزيمتهم وتنهض غيرتهم لاسترداد شأنهم الأول إلَّا دعوة خير من علمائهم. و إن جميع ذلك موكول إلى ذمتهم .

أماما زعموه في المسلمين من الانحطاط والتأخر فليس منشؤه هذه العقيدة ولا غيرها من العقائد الإسلامية ونسبته إليها كنسبة النقيض إلى نقيضه، بل أشبه ما يكون بنسبة الحرارة إلى الثلج والبرودة إلى النار.

نعم حدث للمسلمين بعد نشأتهم نشوة من الظفر، وثمل من العز والغلبة وفاجأهم وهم على تلك الحال صدمتان قويتان صدمة من طرف الشرق وهي غارة التتر من جنكيز خان وأحفاده وصدمة من طرف الغرب وهي زحف الأمم الأوروبية بأسرها على ديارهم وأن الصدمة في حال النشوة تذهب بالرأي وتوجب الدهشة والسبات بحكم الطبيعة .

وبعد ذلك تداولتهم حكومة متنوعة؛ ووسد الأمر فيهم إلى غير أهله وولي على أمورهم من لا يحسن سياستها، وكان حكامهم وأمراؤهم من جراثيم الفساد في أخلاقهم وطباعهم، وكانوا مجلبة لشقائهم وبلائهم فتمكن الضعف من نفوسهم، وقصرت أنظار

الكثير منهم على ملاحظة الجزئيات التي لا تتجاوز لذته الآنية وأخذ كل منهم بناصية الآخر يطلب له الضرر، ويلتمس له السوء من كل باب لا لعلة صحيحة ولا داع قوي وجعلوا هذا ثمرة الحياة فآل الأمر إلى الضعف والقنوط وأدى إلى ما صاروا إليه.

ولكني أقول وحق ما أقول إن هذه الملة لن تموت ما دامت هذه العقائد الشريفة آخذة مأخذها من قلوبهم ورسومها تلوح في أذهانهم وحقائقها متداولة بین العلماء الراسخين منهم وكلما عرض عليها من الأمراض النفسية والاعتلال العقلي فلا بد أن تدفعه قوة العقائد الحقة ويعود الأمر كما نبدأ وينشطو من عقالهم ويذهبو مذاهب الحكمة والتبصر في إنقاذ بلادهم، وإرهاب الأمم الطامعة فيهم وإيقافها عند حدها وما ذلك ببعيد .

والحوادث التاريخية تؤيده فانظر إلى العثمانيين الذين نهضوا بعد تلك الصدمات القوية (حروب التتر والحروب الصليبية) وساقوا الجيوش إلى أرجاء العالم واتسعت لهم ميادين الفتوحات ودوخوا البلاد وأرغموا أنوف الملوك ودانت لسلطانهم الدول الإفرنجية حتى كان السلطان العثماني يلقب بالسلطان الأكبر بين الدول.

ثم أرجع البصر تجد هزة في نفوسهم وحركة في طباعهم أحدثها فيهم ما توعدتهم به الحوادث الأخيرة من رداءة العاقبة وسوء المنقلب حركة سرت في أفكار ذوي البصيرة منهم في أغلب الأنحاء شرقًا وغربًا وتألفت من خيارهم عصبات للحق كتبت على نفسها نصرة العدل والشرع والسعي بغاية الجهد لبث أفكارهم وجمع الكلمة المتفرقة ولم الأشتات المتبددة وجعلوا من أصغر أعمالهم نشر جريدة عربية لتصل بما يكتب فيها بين المتباعدين منهم وتنقل إليهم بعض ما يضمره الأجانب لهم؛ وإنا نرى عدد الجمعية الصالحة يزداد يومًا بعد يوم نسأل الله تعالى نجاح أعمالها وتأييد مقصدها الحق، ورجاؤنا من كرمه أن يترتب على حسن سعيها أثر مفيد للشرقيين عمومًا، والمسلمين خصوصًا اهـ.


١ (۳) آل عمران: ١٧٤،١٧٣

Related

Share2Tweet1SendShareShare
Previous Post

Hikmah Tetap Adanya Perbudakan di dalam Islam

Next Post

Kitab Waris Hikmah Waris

Muhammad Fariz Kasyidi

Muhammad Fariz Kasyidi

Artikel Terkait

Arti Mimpi Lutut Sakit: Pertanda Kesulitan dalam Mencari Nafkah
Kajian Kitab

Mimpi Melihat Obsidian: Pertanda Kekayaan, Anak, atau Pengkhianatan

by Muhammad Fariz Kasyidi
2024-11-14
0

Obsidian- السبح السبح: السبح٣ مال من شبهة، ولمن يتوقع الولد ولد له. ويدل أخذه على استفادة الصديق المنافق. Obsidian: Obsidian...

Read moreDetails
Tafsir Mimpi Melarikan Diri dari Kematian: Pertanda Ajal Mendekat

Tafsir Mimpi Pencuci: Simbol Penceramah, Pemberi Sedekah, dan Penyelamat

2024-11-18
Mimpi Melihat Pelangi: Apakah Ini Pertanda Hujan Rezeki atau Musibah?

Mimpi Memakai Pakaian: Pertanda Kehidupan dan Karier

2024-11-18

Hikmah Pelaksana Akad Nikah Harus Baligh

2024-02-01
Next Post

Kitab Waris Hikmah Waris

Hikmah Waris Karena Hubungan Suami Isteri

Hikmah Bagian Laki-laki Dua Kali Lipat Bagian Wanita

Hikmah Hak Waris Anak Perempuan di dalam Syari'at Islam

Please login to join discussion

© 2023 DH Tech - Daarul Hijrah Tech Kitab Kuning Digital.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
No Result
View All Result
  • PDF
  • Qasidah
  • Doa-doa
  • Kajian Kitab
  • Tuntunan Ibadah
  • Apps
  • Artikel
  • Infografis
  • Khutbah
  • Manakib
  • Tanya Jawab Keislaman
  • Tentang Kami

© 2023 DH Tech - Daarul Hijrah Tech Kitab Kuning Digital.